"الحنفي": القنوات الشرعية هي الأفضل للوعظ والإرشاد حفاظًا على الدين
وصفت الدكتورة فتحية الحنفي، أستاذ الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، بنات القاهرة جامعة الأزهر، فكرة وعاظ المقاهي بأنها "جيدة" في المجمل العام، وتقع تحت "فإن الذكرى تنفع المؤمنين"، مضيفة "ولكن للأسف رد فعل الشارع المصري كان غريبا، حيث سخر البعض منها، والبعض الآخر يقول جئنا نروق عن أنفسنا وآخرون قابلوها بارتياح".
وأضافت، في تصريحات لـ" الدستور"، أن علماء الدين يسعون إلي الناس والنزول في الميدان للوقوف علي معرفة أي فتوي أو حكم يطلب من المتخصص، ولا يلجأ المتخصص إلي الوعظ والإرشاد إلا من خلال الأماكن المتخصصة كالمسجد وغيره من الأماكن المعدة لتلقى العلوم الشرعية.
وقالت "الحنفي": إن فكرة وعظ المقاهي، من وجهة نظري، كالبضاعة المزجاة، والدين أسمى من ذلك بكثير، فالوعظ والإرشاد يكون عن طريق قنوات شرعية، أما مكان القهاوي بطبيعته يتنافي مع الوعظ والإرشاد لأنه مكان للهو وشرب السجائر والحشيش والشيشة، وكل ما طاب لهم، فضًلا عن ألعاب الشطرنج وغيرها.
وتابعت: إن المكان غير معد نفسيًا ولا أخلاقيًا للوعظ والإرشاد، ولا مجيب لذلك إلا السخرية والاستهزاء، ولكن ردًا علي هؤلاء أقول إن الأزهر هو المنوط له هيئة الوعظ والإرشاد والتوعية الأخلاقية، لأن دوره بيان صحيح الدين ووسطيته واعتداله بعيدًا عن الغلو والتطرف، ولكن هذا في الأماكن المخصصة لذلك وليس القهاوي، حتي لو قابل الوعاظ هذا الأمر بصدر رحب.
وتمنت "الحنفي" أن يكون الوعظ والإرشاد من خلال الفضائيات التي تعم كل مكان في المنزل وجميع الأماكن العامة، فلابد من التوعية الخلقية والاجتماعية، فالأفضل حفاظا على الدين ورجاله أن يكون الوعظ من خلال قنواته الشرعية.