قمة دبي تضع خارطة طريق للتحول إلى "الاقتصاد الأخضر"
عقدت اللجنة المنظمة للدورة الخامسة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر مؤتمرًا صحفيًا، اليوم، للإعلان عن اكتمال التحضيرات لاستضافة القمة، والتي تعقد دعمًا لجهود دولة الإمارات العربية المتحدة في دفع مسيرة التنمية المستدامة، وتعزيز دور إمارة دبي باعتبارها العاصمة العالمية للاقتصاد الأخضر.
وتُعقد الدورة الخامسة من القمة تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تحت شعار "تعزيز الابتكار، قيادة التغيير" وذلك يومي 24 و25 أكتوبر الجاري في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض.
حضر المؤتمر الصحفي الدكتور ثاني أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة في الدولة، وسعيد محمد الطاير، نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة بدبي، والعضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، ورئيس القمة العالمية للاقتصاد الأخضر، وأحمد بطي المحيربي، الأمين العام للمجلس الأعلى للطاقة بدبي، ومجموعة من المسؤولين الحكوميين وممثلي القطاع الخاص.
وخلال المؤتمر، أعلن سعيد محمد الطاير أن القمة ستشهد مشاركة مجموعة من القادة البارزين، منهم فرنسوا هولاند، رئيس فرنسا السابق، والدكتور ثاني أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة في الدولة، وثريق إبراهيم وزير البيئة والطاقة في جزر المالديف، ونزهة الوفي، كاتبة الدولة لدى وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة المكلفة بالتنمية المستدامة في المملكة المغربية، وكريستينا فيجيريس الأمين التنفيذي السابق لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، بالإضافة الى مشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين والمسؤولين التنفيذيين وقادة الرأي العالميين في مجالات الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة.
وأشار الدكتور الزيودي، في كلمته، إلى دور القمة المحوري في الحفاظ على بيئة مستدامة تدعم النمو الاقتصادي على المدى الطويل، وبما ينسجم مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مشيدا بجهود المجلس الأعلى للطاقة بدبي في تنفيذ رؤيته من خلال دعم تنافسية الدولة وتبني المبادرات المبتكرة التي من شأنها تأكيد مكانة دبي كعاصمة عالمية للاقتصاد الأخضر.
وأكد الدكتور الزيودي أن القمة العالمية للاقتصاد الأخضر تمثل منصة استراتيجية تسهل عملية تبادل المعارف والابتكارات، الأمر الذي يساعد على حماية الموارد الطبيعية وتعزيز موقع دبي التنافسي في الأسواق العالمية، وفي مجالات الطاقة المتجددة بشكل خاص. ونوه معاليه إلى دور القمة في تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص وتشجيع مساهمة جيل الشباب في جهود تحقيق الاستدامة.
وأضاف أن إطلاق ملتقى "تبادل الابتكارات في مجال المناخ (كليكس)" يمثل نموذجًا على الجهود المبذولة لإتاحة الفرصة لرواد الأعمال الشباب لمقابلة المستثمرين بهدف مساعدتهم على إيجاد حلول مستدامة لقضية التغير المناخي.
وأوضح أن ملتقى "كليكس" يهدف إلى توفير ملايين الدولارات على شكل استثمارات لتمويل جهود رواد الأعمال المبتكرين من الشباب الذين يقدمون حلولاُ وتقنيات تساهم بمواجهة التغير المناخي.
وأعرب عن ثقته بأن الدورة الخامسة من القمة ستساهم بشكل فعال في تعزيز الشراكات العالمية، وتشجيع الاستثمارات في المشاريع الخضراء، وستوفر منصة تساعد على إطلاق سياسات واجراءات من شأنها دعم نمو الاقتصاد الأخضر.
وقال سعيد محمد الطاير "تمثل القمة العالمية للاقتصاد الأخضر منصة استراتيجية ومبادرة حيوية تجمع المشاركين من مختلف أنحاء العالم لمناقشة قضية الاقتصاد الأخضر من مختلف جوانبها، حيث تستهدف القمة وضع إطار عمل مشترك لإحداث التغيير الإيجابي، وحث مختلف الأطراف على المساهمة بفاعلية، لتحقيق توافق عالمي لبناء اقتصاد أخضر مستدام".
وتابع: وتشكل قضايا الاستدامة والاقتصاد الأخضر أولوية قصوى بالنسبة لنا جميعًا، وهناك إجماع عالمي على أن التحول للاقتصاد الأخضر هو السبيل لبناء مستقبل أكثر ازدهارًا للأجيال القادمة، وأن تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة لعام 2030 تمتاز بدورها المحوري في وضع الأطر اللازمة لتحقيق هذا التحول، والوصول إلى هذه الأهداف سيمنحنا الفرصة لبناء المستقبل بطريقة مختلفة وأكثر إيجابية، ويضع الأسس التي يمكننا من خلالها تطبيق الاستراتيجيات الخضراء وتعزيز النمو الأخضر.
وقال إن هذه القمة التي انطلقت في بداياتها كفعالية متخصصة في الاقتصاد الأخضر، باتت اليوم أحد أبرز المناسبات على الصعيدين المحلي والعالمي والتأكيد على مكانة دبي باعتبارها مركزًا عالميًا للاقتصاد الأخضر، بما يدعم أهداف "مئوية الإمارات 2071" والتي ترمي الى أن تصبح دولة الإمارات العربية المتحدة أفضل دولة في العالم بحلول مئوية الاتحاد؛ كما يأتي تنظيم القمة ليدعم تحقيق رؤية الإمارات 2021، وخطة دبي 2021، مع السعي الدؤوب لتحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 والتي تهدف إلى توفير 7% من طاقة دبي من موارد نظيفة بحلول عام 2020، و25% بحلول عام 2030، و75% بحلول عام 2050.
وأضاف: ركزت القمة العالمية للاقتصاد الأخضر ومنذ انطلاقها عام 2014 على محاور أساسية تتضمن بحث سبل تسريع عجلة النمو الاقتصادي مع الأخذ بعين الإعتبار المحافظة على البيئة، وتتمثل مهمة القمة العالمية للاقتصاد الأخضر في تعزيز ودعم التعاون بين المؤسسات والمنظمات الاقليمية والعالمية من القطاعين العام والخاص، لتيسير تبادل المعارف والخبرات بما يشجع على التحول للاقتصاد الأخضر، وانطلاقًا من هذا الهدف، تشهد الدورة الخامسة من القمة حضورًا بارزًا لعدد من القادة والشخصيات المؤثرة على المستوى العالمي.
وقال: تشهد القمة تنظيم عدد من الجلسات الحوارية بحضور متحدثين بارزين من الصين وفرنسا وإيطاليا وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة وغيرها من دول العالم، وذلك بهدف تحديد إطار واضح يمكن من خلاله وضع سياسات وبرامج واستراتيجيات مبتكرة تسهم في تحقيق أجندة الاستدامة حول العالم، وتضم قائمة المتحدثين في القمة العديد من الرؤساء التنفيذيين والمدراء ورواد الأعمال والقادة من جميع أنحاء العالم، كما سيتم استعراض مجموعة من الأفكار والتقنيات الجديدة ضمن فعاليات القمة.
وستشهد القمة تنظيم 20 جلسة حوارية تتطرق لمختلف الموضوعات في شتى المجالات، ويشارك في هذه الجلسات أكثر من 100 متحدثًا بارزًا من شركات ومنظمات محلية واقليمية وعالمية، ويساهم بدعم القمة أكثر من 15 شريكًا.
وقال: يشارك في القمة أكثر من 3700 من المشاركين من الخبراء والمختصين وقادة فكر في مختلف مجالات الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة من رؤساء تنفيذيين وشركاء ومؤسسات مالية وممثلين عن الأسواق العالمية وستناقش القمة استراتيجيات مبتكرة تساهم في تنفيذ أجندة الاستدامة العالمية وتعزيز مكانة دبي كعاصمة للاقتصاد الأخضر، ورفد جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا الصدد، وتركز دورة هذا العام من القمة على ثلاث ركائز رئيسية للاقتصاد الأخضر وهي رأس المال الأخضر، والتحول الرقمي، والقيادة والتفاعل المجتمعي.