"المشلتت" والعسل الأبيض.. طقوس خاصة بالمنوفية في عيد الأضحى
مع بدء صلاة العصر تنطلق التكبيرات بالمآذن، وتردد منها إلى أثير قرية "كفر أبو الحسن"، وهي كمثلها من قرى المنوفية، فيما تتأهب السيدات لتحضير لوازم صنع الفطير المشلتت بوصفه الوجبة الرئيسية في صباح العيد.
ومنذ سنوات، تستعد "فاطمة" للعيد، ليس بشراء اللحم وحده ولكن بالحليب والدقيق والسمن البلدي، وتلتقي سلفتيها "فريال" و"انتصار"، في يوم وقفة عرفات.
يستيقظن في فجر العيد لإعداد الفطير المشلتت، وعقب الانتهاء من صلاة العيد وعودة الأطفال والرجال، يُقدم الفطير بجانب العسل الأبيض والأسود والجبن القديم، ووتحرص بيوت كثيرة على أن تُعد بجانب هذا طواجن الأرز المعمر.
في معظم قرى المحافظة يكون الحال هكذا، حتى مع التطور الذي طرأ على معظم البيوت والعائلات، فكثير من السيدات عزفن عن المشاركة في إعداد الفطير المشلتت لاسيما أنه يتطلب الكثير من الخطوات ويصاحبها المشقة، فمنهن من تختار شراءه جاهًا، إما من مخابز آلية ويتم الاتفاق على تحضيرها مسبقًا بيوم أو أكثر، أو من الأبراج والقرى السياحية المنتشرة بمدن قويسنا وشبين الكوم والتي تقدمه للزوار والأجانب.
يذكر أن الفطير المشلتت لا مقتصر على عيدي الفطر والأضحى فقط، فهو من العلامات المميزة للمنوفية في العديد من المناسبات، منها الأعراس، ولعلّ آخر مناسبة انتشر فيها إعلاميًا هو تقديمه للجنة المراقبة في الانتخابات الرئاسية.