بالفيديو.. "فكري وصباح" زوجان يشدان الرحال إلى الله
أيام قليلة تفصلهما عن رحلة العمر إلى الله، في منزل كبير بقرية "السجاعية"، إحدى قرى المحلة الكبرى، ينتظر "فكري وصباح"، زوجان في العقد السابع من عمرهما، السفر لأرض الحجاز "المملكة العربية السعودية"، لأداء فريضة الحج، حلم طال انتظاره، فطوال سنوات عمره رفض فكري الحج إلى بيت الله الحرام، حتى يُكمل ما يراه واجبا نحو عائلته.
زواج إخوة فكري الأصغر وأبنائهم كان شغله الشاغل لمدة 30 عاما، فكان دائما ما يقابل إلحاح زوجته صباح وإخوته للسفر إلى الحج بكلمة واحدة: "لما أخلص مهمتي"، فمنذ وفاة والده اعتبر نفسه الأب لمن حوله، وبعد نجاحه في ما وصفه بالمهمة قرر التقدم لقرعة الحج.
"كنت دايما بقولهم مش حقدم على عمرة ولما أقدم حج حتجيلي"، كلمات وصف بها فكري فتوح مدى ثقته في تقدير الله عز وجل لدوره بين عائلته، موضحا أن ما توقعه حدث بالفعل فما أن قرر أن يُقدم أوراقه لسحب القرعة حتى فاز بها هو وزوجته، والتي وصفها بـ"شريكة الكفاح".
يقول فكري إنه يؤمن بأن المساهمة في زواج الأبناء أفضل عند الله من أداء الحج، فهو يشعر بالخجل من الوقوف أمام الله وهناك من هو بحاجة إلي مساعدته، مضيفا أنه كان يسمع نداء من داخله يطلب منه الذهاب للحج وليس للعمرة، ومنذ إعلان النتيجة ويغمره شعور بالفرحة والتهلف فيتمنى أن يسافر اليوم قبل الغد.
"اليقين" كان يلازم صباح زوجة فكري طوال السنوات الماضية، ورغم سفرها لأداء العمرة مع أشقائها، إلا أنها كانت تحلم باليوم الذي يصطحبها فيه زوجها للحج، فكانت تتمنى له أن يشعر بما شعرت به عند الوقوف أمام بيت الله، وحين أخبرها زوجها بفوزهما بقرعة الحج لم تسعها الفرحة وبدأت على الفور في تجهيزات الحج.
تقول صباح إنها حاولت ترتيب كل شيء بدقة، فاشترت ملابس الإحرام لزوجها، أما هي فلن تحتاج إلى ملابس جديدة وكل ما عليها أن تخرجها من خزانة الثياب، بينما بدأت تجهيز قائمة بالأطعمة اللازمة والهدايا التي من المفترض أن تُحضرها للمُهنئين.
الساعات المتبقية على السفر تقضيها العائلة في طقوس خاصة تُجسد الطبيعة المصرية في الاحتفال بالمناسبات الدينية، فمع اقتراب موعد السفر يستقبل المنزل العديد من المهنئين بين الأصدقاء والأقارب والجيران، كل يلتمس دعوة مستجابة عند البيت الحرام.