صحيفة فنلندية تكشف 4 أسباب لاختيار هلسنكي لعقد قمة ترامب وبوتين
اختار رئيس روسيا فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، عقد القمة الأولى بينهما في عاصمة فنلندا، رغم عرض عدد من الدول استضافة هذه القمة، فلماذا تمّ التوافق على هلسنكي تحديدا؟، وعلقت الصحيفة الفنلندية Ilta-Sanomat على هذا السؤال بتحديد أربعة أسباب لاختيار هلسنكي كمكان لأول لقاء رسمي بين رئيسي القوتين العظمتين في عالم ما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وانتهاء الحرب الباردة.
الدور التاريخي لفنلندا
كان أول دور تاريخي لتقريب وجهات النظر بين موسكو وواشنطن، هو الاجتماع الذي استضافته فنلندا عام 1975 بين الرئيس الأمريكي جيرالد فورد والأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي ليونيد بريجنيف، والذي تم في ختامه توقيع اتفاقيات هلسنكي - وهى وثيقة وقعها رؤساء 35 دولة، مع إعلان حول تحسين العلاقات بين الدول الاشتراكية والدول الرأسمالية، وفي وقت لاحق، صارت هذه الاتفاقية تعني بداية "الانفراج" خلال الحرب الباردة.
وفي عام 1990، قبل بضعة أشهر من انهيار الاتحاد السوفييتي، ناقش جورج بوش "الأب" والزعيم السوفييتي الأخير ميخائيل جورباتشوف في هلسنكي الأزمة في الخليج آنذاك.
وفي عام 1997 أجرى الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، والرئيس الروسي بوريس يلتسين، محادثات في المقر الرسمي للرئيس الفنلندي في ميانتيونيم.
واليوم، يأمل البيت الأبيض، والكرملين، أن يؤدي الاجتماع المرتقب بين "بوتين" و"ترامب" إلى تحسين العلاقات الروسية الأمريكية المتدهورة، حسبما كتبت الصحيفة الفنلندية.
فنلندا ليست عضوًا في حلف الناتو
وقد يكون السبب الآخر، وفقًا للصحيفة، هو أن فنلندا "أرض محايدة"، لأنها لا تنتسب لحلف الناتو.
بالإضافة إلى ذلك فإن فنلندا العضو حاليا في الاتحاد الأوروبي لديها علاقات جيدة مع كل من الولايات المتحدة وروسيا، وهى كانت جزءًا من الإمبراطورية الروسية في زمن القياصرة قبل أن تمنحها الثورة البلشفية الاشتراكية عام 1917 حق تقرير المصير والانفصال عن روسيا السوفيتية.
أسباب لوجستية
بالإضافة إلى الأسباب التاريخية، تعتبر هلسنكي مكان اجتماع مناسب لقمة الرئيسين منطقيًا ولوجستيا.
فقبل القمة الروسية الأمريكية المرتقبة، يتوجه "ترامب" إلى بروكسل لحضور قمة حلف شمال الأطلسي يومي 11 و12 يوليو، ثم يقوم في الفترة من 13 يوليو إلى 15 منه بزيارة بريطانيا ليجتمع برئيسة الوزراء تيريزا ماي ويلتقي الملكة إليزابيث الثانية، وأثناء ذلك ستختتم نهائيات كأس العالم في كرة القدم التي تستضيفها روسيا لأول مرة في التاريخ، وتستغرق الرحلة بين هلسنكي وموسكو حوالي ساعة ونصف الساعة فقط، وهي ملائمة للرئيس الروسي، حسبما تكتب الصحيفة.
أسباب شخصية
خلال فترة قصيرة لا تتجاوز الساعات سيكون "بوتين" نجم الأحداث في العالم، في رأي الصحيفة، فالرئيس الروسي سيكون محل أقصى قدر من الاهتمام العالمي أثناء مشاركته يوم 15 يوليو في حفل اختتام أكبر حدث رياضي في العالم، وفي اليوم التالي ستتسابق الكاميرات ووسائل الإعلام لالتقاط صور أول قمة رسمية لبوتين وترامب.
من ناحية أخرى، تكتب صحيفة إيلتا - سانومات الفنلندية، أن القمة المقررة في فنلندا توفر فرصة لاقتناص لفتة سياسية رمزية، يمكن أن تكون مهمة في العلاقات الدولية، فـ"ترامب" يغادر قمة حلف الناتو في بروكسل للاجتماع مع بوتين مباشرة، وهذا يؤكد انتقاداته الأخيرة لزعماء الحلف، ومطالبات "ترامب" المشهورة لقادة هذه الحلف بضرورة ضخ المزيد من الأموال في النفقات العسكرية، لذلك فإن اللقاء مع "بوتين" على أرض محايدة قد يشكل أداة للضغط على قادة حلف شمال الأطلسي لزيادة إنفاقهم على الدفاع، وهذا سيخفف العبء المالي على الولايات المتحدة وعلى ترامب الذي يرغب دوما في التوفير والاقتصاد، وفقا للصحيفة.
وكان الكرملين قد قال في وقت سابق إن الرئيسين يعتزمان خلال القمة مناقشة آفاق إعادة العلاقات الثنائية المتدهورة إلى طبيعتها، والقضايا الدولية الراهنة على الساحة العالمية، وسيكون هذا أول اجتماع رسمي كامل لرئيسي البلدين يجري بشكل مستقل وليس على هامش مؤتمرات واجتماعات دولية، فقبل عام التقى "بوتين" و"ترامب" لأول مرة في هامبورغ بألمانيا على هامش اجتماع مجموعة العشرين، ثم اجتمعا لفترة وجيزة في فيتنام في نوفمبر 2017 في قمة أبيك.