رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصيري: "أحب لو أن الذين يقرأونني لا يذهبون إلى أعمالهم"

لألبير قصيري
لألبير قصيري

عن بدايته مع الكتابة، أكد ألبير قصيري، في حوار له مع الصحفي الفرنسي ستيفان فاليه، والذي نشر بصحيفة "لو جور" الفرنسية، أنه كان في سن العاشرة، حين لم يكن هناك "دوروثي" على شاشة التلفزيون، ويقصد بها مغنية فرنسية ومذيعة حققت شهرة كبيرة في الثمانينيات والتسعينيات، كما لم يكن هناك تلفزيون من الأساس، مشيرا إلى أنه في تلك السن، قرأ دوستويفسكي، معتبرا نفسه محظوظًا بذلك، لأنه كان لديه أخ مفكر كبير.

الكتابة بالنسبة لألبير قصيري، الذي توفي عن عمر ناهز الـ 94 عاما، لم يكتب خلالها سوى عدد قليل من الروايات، وإن كان تأثيرها الأدبي عظيما، لم تكن عادة يومية، بل كانت  شرطا أساسيا للحياة، موضحا في إجابته عن سؤال "إن كان يكتب في الوقت الحالي": "أكتب كتابًا لأحد الناشرين الذين دفعوا لي بالفعل قبل أن أكتب خطًا. وأنا لست في عجلة من أمري، لأني لا أملك دائما ما أقول"؛ أي أنه لكي يكتب فلا بد أن يكون هناك شيء جديد يقوله.

وردا على سؤال "لماذا يكتب؟" والذي أرق الكثير من الأدباء، يقول ألبير قصيري: "أكتب لمسِّ شخص ما، لإنقاذ الناس، بمعنى أنه إذا قرأتني، وكنت ذكيا بما يكفي لتفهمني، فأنت لن تذهب إلى عملك في اليوم التالي. أي تغيير المغامرة تمامًا".

وعن رؤيته للكتابة الروائية وعالمها، يوضح قصيري أنه لم يعد يقرأ الكتاب الجدد، وذلك منذ وفاة جان جينيه، مشيرا إلى أن هناك روائيين يكتبون قصة: "رجل متزوج يلتقي بفتاة"، مؤكدا أن ذلك لا يهمه، فهم يكتبون حياتهم الخاصة.

وتابع: "لم يعرفوا سوى امرأة واحدة أو اثنتين، وتزوجوا في سن العشرين، ولديهم بالفعل ثلاثون سنة، معظم الشباب هكذا. يتزوجون مع الفتاة الأولى التي يجدونها".

واستطرد: "بالنسبة لي، كانت فكرة البقاء مع فتاة أكثر من ثلاث ساعات - خاصة في سنهم - لا تُطاق! لم أكن أبدا رجل امرأة واحدة، هناك الملايين من النساء".

وولد ألبير قصيري، في مدينة دمياط عام 1913، وعاش بها عامين حتى انتقل إلى الإسكندرية مع أسرته، وسافرت الأسرة فيما بعد إلى القاهرة، حيث تعلم في المدرسة الفرنسية كأغلب أبناء الطبقة الموسرة في تلك الفترة، وقد ولد لأسرة تتحدث الفرنسية في المنزل، فغلبت لغته الفرنسية على اللغة العربية فآثر أن يكتب بها، وسافر إلى فرنسا في سن العشرين، وأقام بها حتى وفاته، بعد أن ترك إرثا ثقافيا عبارة عن 8 روايات ومجموعة قصصية وديوان شعر، استطاع من خلالها أن يضع اسمه ضمن أهم الكتاب الفرنكفونيين وأشهرهم.

وفي حوار له في مجلة "Lire" قبل سنوات من وفاته، سأله الصحفى: كيف تريد أن تموت؟ قال: على فراشى في غرفة الفندق. وقد تحقق له ما أراد، حيث توفى ألبير قصيري في 22 يونيو 2008 عن عمر 94 عاما بغرفته بفندق "لا لويزيان".