كيف يساعد «فيسبوك» مستشفيات الصحة المحرومة من التبرعات؟
المعروف أن جمع التبرعات جزء من تنمية الموارد المالية لأى مؤسسة، وعادة ما يُقاس نجاح مؤسسات المجتمع المدنى والجمعيات الخيرية فى مصر، بقدرتها على جمع أكبر قدر من التبرعات.
ويطرح ذلك تساؤلًا فى غاية الأهمية، هو: كيف تتمكن منظومة الصحة المصرية من تعظيم مواردها المالية عبر جمع التبرعات؟.
عند التقائى ببعض مسئولى الصحة، سواء فى المستشفيات الجامعية أو التابعة للوزارة، أواجه دائما بشكوى من ندرة الموارد المالية وقلة التبرعات، واعتقادهم بعدم قدرتهم على جمع التبرعات، عن طريق الدعاية والإعلانات، خاصة فى شهر رمضان، على اعتبار أنها أصبحت «حكرًا» على بعض المؤسسات التى لديها ميزانية كبيرة للصرف على الإعلانات، رغم أن هذه المؤسسات لا تقدم نفس الكم من الخدمات التى يقدمونها.
وبالفعل، هناك الكثير من المستشفيات الجامعية والتعليمية التابعة لوزارة الصحة التى تقدم الخدمات للملايين من المواطنين سنويا فى مختلف التخصصات الطبية بشكل شبه مجانى، لا تجد تبرعات بشكل كافٍ، لأن للأسف لا يوجد لديهم موارد مالية كافية للإعلان والتسويق للخدمات التى يقدمونها، لذلك لا تصل رسالتهم للمتبرع.
الإعلان يلعب على سيكولوجية المتبرع، ويستطيع أن يجذبه بشتى الطرق، مرة باستجداء العواطف واللعب عليها، وأخرى بإلحاحٍ، ما يتطلب إذاعته على مدى اليوم فى مختلف القنوات، وهو ما يحتاج لميزانية كبيرة، وهذه المؤسسات كما ذكرنا، ميزانيتها محدودة تذهب أغلبها فى الأجور.
ومن ضمن الحلول المبتكرة لتنمية الموارد المالية والحصول على التبرعات، التى ينبغى على هذه المؤسسات اتباعها لمواجهة تلك الأزمة، استخدام وسائل التواصل الاجتماعى، وهو ما تحدثت عنه دراسة «ريتشارد ووترز»، أستاذ مساعد قسم الاتصالات والإعلام، بالتعاون مع قسم العلاقات الدولية فى جامعة نورث كارولينا، تحت عنوان «إشراك أصحاب المصلحة واتخاذ القرار من خلال الشبكات الاجتماعية وكيفية تفاعلهم مع المنظمات غير الربحية من خلال استخدام فيسبوك».
وترى الدراسة أنه «مع ازدهار وسائل التواصل الاجتماعى كالفيسبوك، بدأت المؤسسات إنشاء ملفات شخصية وأصبح لها أعضاء نشطون، وبدأت منظمات المجتمع المدنى فى دمج هذه البرامج فى إطار العلاقات العامة».
وتضيف: «استفادت المنظمات غير الحكومية من هذه المواقع للمساعدة فى إطلاق المنتجات وتعزيز علاماتها التجارية الحالية، ومع ذلك لا يعرف الكثير منها عن كيفية الاستفادة من الشبكات الاجتماعية».
ومن خلال تحليل محتوى يضم ٢٧٥ ملفًا شخصيًا لمؤسسة غير ربحية على «فيسبوك»، بحثت الدراسة كيف يتم استخدام الشبكات الاجتماعية الحديثة فى تعزيز تنظيم برامج المنظمة وبرامجها.
ووجدت أن مجرد وجود ملف تعريف لن يؤدى فى حد ذاته إلى زيادة الوعى أو يؤدى إلى تدفق المشاركين، لذا ينبغى التخطيط والبحث الدقيقين، أثناء محاولات تطوير علاقات التواصل الاجتماعى مع أصحاب المصلحة.
ومما نخرج به من هذه الدراسة الضرورة الحتمية بأن تطور المستشفيات الحكومية التابعة لوزارة التعليم والصحة صفحات التواصل الاجتماعى الخاصة بها، لكى تستطيع تعريف الجمهور بالخدمات التى تقدمها.
كما أن حملات «السوشيال ميديا» الإعلانية أقل تكلفة وتصل إلى جمهور كبير، ولديها تفاعل مع صناع القرار ومسئولى خدمة المجتمع المدنى فى الشركات الكبرى.