فى ذكرى "نازك الملائكة".. حقيقة القصيدة الأولى في الشعر الحر
لطالما كانت نازك الملائكة تدعي أنها الرائدة الأولى لـ"قضية الشعر الحر"، وأثبتت ذلك في كتابها "قضايا الشعر العربي المعاصر"، وبررت هذا الادعاء بأنها في سنة 1947 نظمت قصيدتها عن "الكوليرا" بالأسلوب الجديد، وأرسلت بها إلى مجلة العروبة ببيروت فنشرتها، وأشادت بها، إلا أن محمد نبيه حجاب، اختلف مع هذا الادعاء في مقاله المنشور بمجلة "إبداع" قائلا: "إذا سلمنا بأن نازك الملائكة من الرواد الأوائل، فلن نسلم لها بادعائها أنها الرائدة الأولى، وأن قصيدتها عن "الكوليرا" هي أول قصيدة حرة الوزن".
وتابع: "سواء هي أو سواها، فهذه الحركة من غير شك لم تولد فجأة، بل إن ظهورها يرجع إلى عوامل كثيرة، تاريخية واجتماعية ونفسية، والشاعرة نفسها تعترف بهذا، نلمح ذلك في قولها: "إن حركة الشعر حصيلة اجتماعية محضة، تحاول بها الأمة العربية أن تعيد بناء ذهنها العريق المكتنز على أساس حديث، شأنها في ذلك شان سائر الحركات المجددة".
وأضاف: "والقصيدة التي تتكئ إليها الشاعرة في دعواها وهي قصيدة "الكوليرا"، قد نظمت في أوائل شهر ديسمبر سنة 1947، وبعد أسبوعين أو ثلاثة ظهر ديوان بدر شاكر السياب "أزهار ذابلة"، وفيه قصيدة من الوزن الحر. فهل هذه المدة تكفي لأن يقتنع السياب بهذا الاتجاه، ويغير مسار شعره على هذا النمط الجديد؟"
واستطرد: "على أن الأستاذ أحمد عبد المعطي حجازي قد أشار في مقاله إلى أن الدكتور لويس عوض هو أول من دعا إلى تحطيم عمود الشعر القديم في مقدمة أحد دواوينه، وبذلك حسم هذه القضية".
نازك صادق الملائكة، هي شاعرة من العراق، ولدت في بغداد، 13 أغسطس 1923، في بيئة ثقافية، وتخرجت من دار المعلمين العالية عام 1944، ودخلت معهد الفنون الجميلة وتخرجت من قسم الموسيقى عام 1949، وفي عام 1959 حصلت على شهادة ماجستير في الأدب المقارن من جامعة ويسكونسن-ماديسون في أمريكا، وعينت أستاذة في جامعة بغداد وجامعة البصرة ثم جامعة الكويت.
عاشت في القاهرة منذ 1990 في عزلة اختيارية وتوفيت بها في 20 يونيو 2007، عن عمر يناهز 83 عاما، بسبب إصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية، ودفنت في مقبرة خاصة للعائلة غرب القاهرة.