السيسى ومكافحة الأصولية
فى كلمته المهمة بعد حلف اليمين الدستورية، أمام البرلمان، يوم السبت الماضى، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى انحيازه لدولة المواطنة ورفضه المتاجرة بالدين، ومقته للفكر الأصولى الذى يؤدى للتعصب والإرهاب، فقال: «أذكركم ونفسى بمسيرتنا سويا منذ أن لبيت نداءكم وارتضيت بأن أكون على رأس فريق إنقاذ الوطن ممن أرادوا له السقوط فى براثن الانهيار والدمار، متاجرين بالدين تارة وبالحرية والديمقراطية تارة أخرى». كما قال: «لقد واجهنا سويا الإرهاب الغاشم الذى أراد أن ينال من وحدة وطننا الغالى وتحملنا معا مواجهة التحديات التى خلفها لنا الإرث الثقيل من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وما نجم عنها من آثار سلبية على مناحى الحياة كافة».
أكد الرئيس أيضًا تضامنه مع المرأة المصرية ورفضه التمييز السلبى ضدها، وأن الدولة المصرية الحديثة لن تكون إلا بتكاتف الجميع، فقال: «وها هى المرأة المصرية ومعها كل أفراد الأسرة شبابا وشيوخا وأطفالا، يخوضون معركة التنمية والبناء فيزرعون الخير ويصنعون المستقبل ويرسمون للغد طريقا كى نحقق حلمنا الوطنى بمصرنا دولة حديثة تقوم على أسس الحرية والديمقراطية، وتستعيد مكانتها اللائقة بين الأمم إقليميا ودوليا بعد أن عانت من محاولات للنيل من هذه المكانة وتراجع دورها نتيجة لعوامل داخلية وخارجية، وهو الأمر الذى ترفضه ثوابت التاريـخ والجغرافـيا».
وعن اهتمامه بضرورة بناء الإنسان المصرى قال الرئيس: «إننى أؤكد لكم بأننا سنضع بناء الإنسان المصرى على رأس أولويات الدولة خلال المرحلة القادمة، يقينا منى بأن كنـز أمتنا الحقيقى هو الإنسان الذى يجب أن يتم بناؤه على أساس شامل ومتكامل بدنيا وعقليا وثقافيا بحيث يعاد تعريف الهوية المصرية من جديد بعـد محاولات العبث بهـا». كما أكد وقال و«ستكون ملفات وقضايا التعليم والصحة والثقافة فى مقدمة اهتماماتى، وسيكون ذلك من خلال إطلاق حزمة من المشروعات والبرامج الكبرى على المستوى القومى، والتى من شأنها الارتقاء بالإنسان المصرى فى كل هذه المجالات، واستنادا إلى نظم شاملة وعلمية لتطوير منظومتى التعليم والصحة لما تمثلانه من أهمية بالغة فى بقاء المجتمع المصرى قويا ومتماسكا».
وعن ضرورة احترام وقبول التعددية والتنوع فى المجتمع المصرى باستثناء العنفاء والإرهابيين قال السيسى: «إن مصر العظيمة الكبيرة تسعنا جميعا بكل تنوعاتنا وبكل ثرائنا الحضارى، وإيمانا منى بأن كل اختلاف هو قوة مضافة إلينا وإلى أمتنا، فإننى أؤكد لكم أن قبول الآخر وخلق مساحات مشتركة فيما بيننا سيكون شاغلى الأكبر لتحقيق التوافق والسلام المجتمعى، وتحقيق تنمية سياسية حقيقية، بجانب ما حققناه من تنمية اقتصادية، ولن أستثنى من تلك المساحات المشتركة إلا من اختار العنف والإرهاب والفكر المتطرف سبيلا لفرض إرادته وسطوته، وغير ذلك فمصر للجميع وأنا رئيس لكل المصريين من اتفق معى أو من اختلف».
وختم الرئيس خطابه بكلمات تؤكد أن الغد سيكون أكثر إشراقا، فقال: «متيقنا بأن أروع أيام هذا الوطن ستأتى قريبا بلا أدنى شك بإذن الله ما دامت النوايا خالصة والجهود حثيثة والقلوب صامدة».
وخاتمة خطاب الرئيس ملأتنى تفاؤلا بالمستقبل، وذكرتنى بما قاله الشاعر التركى نظمى حكمت «أجمل الأنهار لم نرها بعد.. أجمل الكتب لم نقرأها بعد.. أجمل أيام حياتنا لم تأت بعد».