إيمانك بالله المنقذ الأول
«ما قادَكَ شَىءٌ مِثْلُ الوَهْمِ».. حكمة قليلة العبارات غزيرة المعانى، تتعلق بـ«الوهم»، والذى يقصد به أول الخاطر، وهو يعد أضعف من الشك وسببًا رئيسيًا فى الطمع.
يقول السلف الصالح، إن الدنيا هى أكبر وهم، وإن الإنسان إذا اعتقد أنه يسير فيها معتمدًا على قوته وعقله فهو «موهوم» يعيش فى الباطل، ووهمه هذا يجعله يتملق وينافق بعض البشر، اعتقادًا أنهم سينفعونه أو يضرونه.
ومع ذلك، فإن فكرة اعتبار العالم «وهمًا» جذابة لكثير من البشر، لأنها توفر وسيلة للتحايل على المشاكل، فإذا كان الشخص من هؤلاء يواجه صعوبات فى حياته الخاصة، والعالم المحيط به ملىء بمعاناة إخوانه من بنى البشر، فعندئذ من المريح والملائم أن يقول لنفسه: «حسنًا.. كل شىء مجرد وهم»، بما يوفر له وسيلة للتجاوز الروحانى.
وتذكر بعض مراجع علم النفس الروحى، أن الأشخاص الذين يدركون حقيقة الدنيا، وأنها وهم كبير، هم الأكثر راحة، أما من يتعاملون مع الوهم الكبير بأنه حقيقة فهم من يمرضون ويضطربون ويصابون بالإحباط والقلق والتوتر.
ويعرف «الوهم» فى علم النفس بأنه شكل من أشكال التشوّه الحسىّ، ويدلّ على سوء تفسير الإحساس الحقيقى، ويعرف أيضًا بأنّه إيمان الشخص بمعتقد خاطئ بشكل قوى، رغم أنّه لا توجد أدلة على وجوده أصلًا، كما عرفه البعض على أنّه شكّ أو وسواس يصاب به الفرد ليرى بعض التصوّرات غير الموجودة على أنها حقيقة واقعة.
إذًا الوهم مرض، وإذا أردت أن تتخلص منه عليك أن تتعامل مع الدنيا على أنها «أكذوبة»، وأنك لا حول لك ولا قوة، وأن إيمانك بالله وقوته وحوله هى مخلصك ومنقذك.