فى ذكرى تأسيسه| «الجامع الأزهر».. بناه جوهر الثقلى لنشر المذهب الشيعى
تحل، اليوم الأربعاء، السابع من رمضان، ذكرى تأسيس الجامع الأزهر، ويحتفل الأزهر الشريف بهذه المناسبة عن طريق إحياء عددًا من الفعاليات في إطار التعريف بذكرى تأسيس الجامع الأزهر، يعقبها حفل إفطار جماعي مفتوح للجماهير.
وتتضمن الفعاليات: جولة سياحية داخل الجامع الأزهر الشريف، وركنًا للأطفال، ومكانًا للمواهب الأزهرية الشابة، وكتابة أسماء الحضور بخط عربي على يد خطاط محترف، ركن عام القدس، علاوة على إفطار جماعي، والحضور متاح للجمهور.
ويستعرض «الدستور» ذكرى تأسيس جامع الأزهر، الذي بناه جوهر الصقلى قائد المعز لدين الله الفاطمى سنة 359 هـ - 970م، وأقيمت به أول صلاة جمعة سنة 972.
سبب تسميته بـ«الأزهر»
فهو أهم المساجد في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي، وهو جامع وجامعة منذ أكثر من ألف عام، بالرغم من أنه أنشئ لغرض نشر المذهب الشيعي، عندما تم فتح مصر على يد جوهر الصقلي قائد المعز لدين الله أول الخلفاء الفاطميين بمصر، إلا أنه حاليا يدرس الإسلام حسب المذهب السني، وبعدما أسس مدينة القاهرة شرع في إنشاء الجامع الأزهر وأتمه وأقيمت فيه أول صلاة جمعة في 7 رمضان 361 هـ - 972م.
ويعد بذلك أول جامع أنشئ في مدينة القاهرة، وهو أقدم أثر فاطمي قائم بمصر، واختلف المؤرخون في أصل تسمية هذا الجامع، والراجح أن الفاطميين سموه بالأزهر تيمنا بفاطمة الزهراء بنت الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - وإشادة بذكراها.
«المملوكى».. أزهى عصوره
ويعد العصر المملوكي من أزهى وأفضل العصور التي عاشها الأزهر الشريف حيث تسابق حكام المماليك في الاهتمام بالأزهر طلابًا وشيوخًا وعمارةً وتوسعوا في الإنفاق عليه والاهتمام به، بالإضافة إلى بنيته المعمارية.
وأما في العصر العثماني، أبدى سلاطين آل عثمان احتراما كبيرا للمسجد وأهله بالرغم من مقاومته لهم ووقوفه مع المماليك خلال حربهم مع العثمانيين، إلا أن هذا الاحترام لم يترجم عمليا في صورة الرعاية والاهتمام بعمارته أو الإنفاق على شيوخه وطلابه إلا أن الجامع خلال تلك الفترة أصبح المكان الأفضل لدى عموم المصريين والأولى بتلقي العلوم والتفقه في الدين من خلاله وأصبح مركزا لأكبر تجمع لعلماء مصر، كما بدأ في تدريس بعض علوم الفلسفة والمنطق لأول مرة.
وخلال الحملة الفرنسية على مصر، كان الأزهر مركزا للمقاومة وفى رحابه خطط علماؤه لثورة القاهرة الأولى وتنادوا إليها، وتحملوا ويلاتها وامتهنت حرمته، وفى أعقاب ثورة القاهرة الثانية تعرض كبار علماء الأزهر لأقسى أنواع التعذيب والألم، وفرضت عليهم الغرامات الفادحة، وبيعت ممتلكاتهم وحلي زوجاتهم الذهبية استيفاء لها، وعقب مقتل كليبر فجع الأزهر فى بعض طلبته وفي مقدمتهم سليمان الحلبي، وبينما كان الاحتلال الفرنسي يلفظ أنفاسه الأخيرة حتى صدرت الأوامر باعتقال شيخ الأزهر الشيخ عبد الله الشرقاوي، وهكذا ظلت تخيم أزمة عدم الثقة بين الأزهر وسلطات الاحتلال الفرنسي حتى آخر أيامه ورحيله عن البلاد.
وبعد انسحاب الفرنسيين من البلاد عيّن محمد علي باشا نفسه واليًا على مصر استجابة للشعب، ويعدّ مؤسس الأسرة العلوية التي حكمت مصر من 1805 إلى عام 1952، وسعى إلى توطيد حكمه من خلال التقرّب إلى علماء الأزهر، وسار على نهجه أبناؤه وأحفاده، والذي كان آخرهم الملك فاروق الذي تنازل عن العرش الملكي بسبب ثورة 1952، وفي أعقاب ذلك وفي عام 1961 ووفقًا للقانون الصادر في نفس العام تمّ إعلان قيام جامعة الأزهر رسميًا، وإنشاء العديد من الكليات.
ومن أشهر العلماء الذين ارتبطت أسماؤهم بالأزهر: ابن خلدون، وابن حجر العسقلاني، والسخاوي، وابن تغري بردي، والقلقشندي، وغيرهم من العلماء.
ولا زال الجامع إلى اليوم قائما شامخا تتحدى مآذنه الزمان وتطاول هامات علمائه السحاب، لا يلين لمعتد، ولا ينحني لمتجبر، صادعا بالحق داعيا إليه ما بقيت جدرانه ومآذنه.
إحياء المناسبات الدينية
وقال الدكتور أيمن الحجار، مدير الشئون العلمية بالجامع الأزهر، إن الجامع الأزهر يقدم عددًا من الأروقه برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وإشراف الدكتور محمد مهنا، المشرف العام على الرواق الأزهري، حريص على إحياء المناسبات الدينية من خلال عقد المجالس الحديثية التي يحضرها الآلاف من طلاب العلم والجمهور من مختلف أنحاء العالم لنشر العلم الشرعي.
وأضاف الحجار فى تصريح لـ«الدستور»، أن الجامع الأزهر خلال شهر رمضان زاخر بالأنشطة والفعاليات فضلًا عن المجالس الحديثية التي تؤكد أن الأزهر الشريف والأزهريون حرصون على إحياء الأجزاء الحديثية المهجورة، والتي كتب بعضها بالجامع الأزهر الشريف، وأيضا تعتبر المجالس ردًا على الطاعنين في السنة، والرد على الشبهات المثارة حول بعض الأحاديث.
وأوضح مدير الشئون العلمية بالجامع الأزهر، أن أروقة الأزهر لها دور تاريخى مشهود منذ تأسيس الجامع الأزهر؛ لأنها كانت تستقبل طلاب العلم من كل بقاع الأرض، وتخرج منها كبار العلماء الذين عرفتهم الحضارة الإسلامية، مشيرًا إلى أنهم حريصون الآن على تطوير الأنشطة بالجامع وتقنينها وإعادة تنظيمها بشكل يتوافق مع معطيات العصر وآليات التواصل التكنولوجي، وأوعية المعلومات الحديثة وتوظيف ذلك كله جاء بهدف مواجهة كل أنواع التطرف والاتجاهات المتشددة.