البابا فرنسيس في رسالته للإعلام: «الحق يحرركم»
قال البابا فرنسيس، إن التعرض المستمر للغة خادعة يقود في الواقع إلى تعتيم الشخص، وقد كتب دوستويفسكي شيئا مهما بهذا المعنى: "مَن يكذب على نفسه ويصغي إلى أكاذيبه الشخصية يصل إلى نقطة لا يمكنه فيها تمييز الحقيقة، لا في داخله ولا فيما حوله، وهكذا يبدأ بفقدان تقديره لنفسه وللآخرين. وبما أنه لم يعد لديه تقدير لأحد يتوقف أيضا عن الحب، وبالتالي ومع غياب الحب، لكي يشعر بنفسه منشغلا وللترفيه عن نفسه يستسلم للأهواء والملذات الوضيعة. وبسبب رذائله يصبح كما الحيوان وهذا كله يعود إلى الكذب المتواصل، على الآخرين وعلى ذاته".
وأكد فرنسيس خلال رسالته إلى الإعلام، أنه يمكننا أن ندافع عن أنفسنا ضد فيروس الزيف بأن نسمح للحقيقة أن تطهرنا. وقال: "إنّ الحقيقة في الرؤية المسيحية ليست مجرد واقع مفاهيمي يتعلق بالحكم على الأشياء من خلال تعريفها بحقيقة أو زائفة. إنّها ليست فقط إخراج الأشياء المختبئة إلى النور، "كشف الحقيقة"، شأن ما تدفعنا إلى الاعتقاد الكلمة اليونانية القديمة التي توضح ما هي الحقيقة "غير خفي". لكن الحقيقة مرتبطة بالحياة بكاملها. وفي الكتاب المقدس تحمل في طياتها معاني الدعم، القوة، الثقة والذي تأتي منه أيضا كلمة آمين المستخدمة في الليتورجية.
مضيفًا: "الحقيقة هي ما يمكن الاستناد إليه لتفادي السقوط، وبهذا المعنى فإنَّ الوحيد الذي يمكن التعويل عليه والجدير بالثقة بالفعل، الذي يمكن الاعتماد عليه أي "الحق" هو الله الحي. وبالتالي يكتشف الإنسان ويعيد اكتشاف الحقيقة حين يختبرها في ذاته في أمانة وثقة مَن يحبه. هذا وحده ما يحرر الإنسان: «الحق يحرركم» (يو ۸، ۳۲).