البابا فرنسيس: رحلة «الميلاد» لم تكن مريحة على الإطلاق
قال البابا فرنسيس، عن ميلاد السيد المسيح من مريم العذراء: «ولدت مريم ابنها البكر وقمطته وأضجعته في المزود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل»، مضيفا أنه من خلال هذه العبارة البسيطة والواضحة في إنجيل لوقا ـ يمكن فهم حدث غيّر تاريخنا إلى الأبد. وأصبح كل شيء في تلك الليلة مصدرًا للرجاء.
وأضاف البابا: «إن الإمبراطور الروماني أصدر مرسومًا حمل يوسف ومريم على الرحيل عن بلدتهما، فأُجبرا على ترك بيتهما وأهلهما وأرضهما والانطلاق ليكتتبا ويتم إحصاؤهما».
وأوضح أن رحلة العائلة المقدسة لم تكن مريحة وسهلة على الإطلاق بالنسبة لزوجين كانا يستعدان لولادة طفل. فقد أُجبرا على مغادرة أرضهما. وكان قلباهما مفعمين بالأمل في المستقبل بسبب هذا الطفل الذي شارف على الولادة. أما خطواتهما فكانت مليئة بالشك وبالمخاطر التي يشعر بها المرغمون على ترك أرضهم. وسرعان ما وجدا نفسيهما أمام وضع أكثر صعوبة إذ وصلا إلى بيت لحم ولم يجدا مكانًا يبيتان فيه. حيث ولدت مريم في إسطبل لأنه لم يوجد مكان لهذه العائلة.
وتابع البابا، أنه في هذه المدينة المظلمة والتي كانت تزدحم بالناس، أضيئت شرارة ثورية لحنان الله. وفي بيت لحم خلقت فسحة جديدة للأشخاص الذين فقدوا أرضهم ووطنهم وأحلامهم، ومن استسلموا للحياة المنغلقة على ذاتها.
وأكد البابا فرنسيس، أننا نرى اليوم خطوات عائلات كثيرة ترغم على مغادرة أرضها، نرى خطوات ملايين الأشخاص الذين لم يختاروا النزوح لكنهم مرغمون على الانفصال عن أهلهم وأحبائهم، وهم مطرودون من أرضهم. وفي العديد من الحالات يكون هذا الانطلاق مفعما بالآمال ويتطلع إلى المستقبل.
وطالب كل مسيحي حول العالم بتحويل قلبه وخدمته لمساندة من لا مأوى لهم، وأن يكون مثل المزود البسيط الذي فتح طاقة حب واحتواء للعائلة المقدسة التي كانت بلا مأوى ولا مبيت وقتها.