صدور كتاب «المرأة ونقل المعرفة الدينية» عن مدارات للأبحاث
صدر مؤخرًا عن مدارات للأبحاث والنشر٬ كتاب «المرأة ونقل المعرفة الدينية في الإسلام» للباحثة أسماء سيِّد٬ ومن ترجمة دكتور أحمد العدوي.
وجاء في مقدمته للكتاب: أحرزت السَّلفية نجاحًا هائلًا ومارست تأثيرًا واسعًا في قلب العالم الإسلامي من القرن السَّادس الهجري، الثاني عشر الميلادي إلى القرن العاشر الهجري، السَّادس عشر الميلادي تقريبًا.
وتمكنت المرأة من تعزيز تلك الأرثوذكسية؛ ذاك أن هؤلاء الذين حملوا على عاتقهم رؤيتها الاجتماعية أيَّدوا بالضَّرورة تُراث رواية النِّساء للحديث، كما أرسى جيل الصَّحابة دعائمه في الأساس، كما قاموا في الوقت نفسه بتكييف تلك الممارسة، وفقًا لاحتياجاتهم في الحقبة الكلاسيكية.
وفي هذا الصدد، فإن إنجاز السَّلفية المتمثِّل في استيعاب المرأة يأتي أكثر تفوقًا مقارنةً بالاعتزال، وهي أرثوذكسية عقلانية تمتعت بالقَبُول بين النُّخب الحاكمة والمثقَّفة في المقام الأول في غضون القرنين الثَّاني والثَّالث الهجريين الثامن والتَّاسع الميلاديين.
وعلى عكس السَّلفيين، يبدو أن المعتزلة تجنَّبوا استيعاب المرأة في نشر مذههبهم، فبالكاد نجد ذكرًا للَّاهوتيات المعتزليَّات الرَّائدات في مصادر التَّاريخ الإسلامي، ولا تبدو تلك الحقيقة بدهيَّةً من وجهة نظرنا الحداثيَّة، وهو الأمر الذي يسمح لنا بإعادة النظر في الأيديولوجيَّات العقلانية باعتبارها أكثر قُدرة على استيعاب المرأة وتمكينها، والسَّلفية بوصفها غير مُواتية لمصَالح المرأة.