ظاهرة العنف المتصاعد ضد أبنائنا
قدر مصر الآن أن تفجر فى كل يوم أزمات جديدة وتتفاقم المشاكل وتتصاعد دون أن نجد لها حلاً مناسبًا، وتتسع رقعة الغضب وعدم الأمان والتطرف والحنق من المشهد العام المتردى، أما أقسى ما يوجع القلب فهو ما يصيب فلذات أكبادنا أو أبنائنا،
ما بين قتيل أو جريح أو آخر يذرف دمًا بلا داعى، وأتحدث عن مشكلة موجعة لقلبى، فأنا شخصيًا لا أتحمل ألم صغار السن من الأطفال والتلاميذ والشباب الذى يتطلع إلى حياة أفضل ويحلم بوطن يتمتع بالحرية، وهؤلاء إن لم يلتفت إليهم أحد سيتحولون إلى قنابل تنفجر غضبًا، مشكلة العنف ضد التلاميذ أو الطلبة بشكل يتنافى مع كل الأعراف والقوانين الدولية التى تضع من يقترفه تحت طائلة القانون، وأتحدث بشكل محدد عن مشكلة استهداف التلاميذ وضربهم وقمعهم وإيذائهم بدنيًا أو نفسيًا، فهذا أمر مرفوض ولابد من وقفة ووضع حد له بلا تباطؤ.
إن أخطر ما شهدناه من أنواع العنف هو ما حدث مع طلبة جامعة «مصر الدولية»، حيث هاجمهم مجموعة من «البودى جارد» استعانت بهم الجامعة مما أدى إلى جروح بالغة ودماء سالت من الطلبة الذين اعتصموا وطالبوا بإقامة كوبرى علوى لإنقاذهم من الحوادث، مما أسفر عن وفاة طالب منهم وجرح طالبة، فهنا ينبغى أن يستمع كبار الجامعة ومسئوليها إلى مطالبهم المشروعة فى الحماية.
إن رعاية التلاميذ والاستماع إليهم وحمايتهم هو أحد أسس العملية التعليمية، ولابد من وقفة مع كل من تسبب فى إصابة الطلبة، لأن الغضب لا يأتى من فراغ، والإصابات لم تأت من فراغ، ولابد للجامعة من الاستماع للتلاميذ وحل مشكلتهم بما يضمن عودتهم إلى الصفوف بدون تأنيب لأن الضغوط النفسية والمعنوية التى يتعرض لها شباب مصر وتلاميذها وأسئلتهم التى بلا إجابات من الكبار حول وطنهم ومستقبلهم هى نفسها فى حاجة إلى من يهدئها ويعطيهم الأمل فى هذا الوطن الذى ينزف كل يوم دماء بريئة على أرضه.
إن تلاميذ مصر هم أمانة فى أيدى معلميهم ونظارهم ومشرفيهم، وبدلا من أن تضربوهم على أصابعهم أو تقصوا شعورهم، أو ترشوا عليهم المياه أو تمنعوهم من التقدير لأن مظهرهم لا يعجبكم، حاولوا أن تستوعبوا غضبهم وأحلامهم وإحباطاتهم، إن اغتيال البراءة لن يمر مرور الكرام حتى وإن لم يكن الحساب عاجلاً، بالإضافة إلى هذا تزايد اضطهاد البنات فى المدارس اللاتى هن أمانة فى أعناقنا، وحقوقهن تكفلها كل القوانين الدولية والمحلية، وآخر الحوادث التى أتوقف أمامها لأنها عار فى جبين المدرسة وناظرها ومسئوليها ما حدث للتلميذة الموهوبة سالى السيد، وتذكروا اسم سالى السيد لأننى أعتقد أنها ستكون من أهم شعراء اللغة العامية فلا تخافى يا سالى فلقد أصبحت أحد رموز الشباب الموهوب وإحدى رموز الشجاعة فى مصر، وجلاديك لن يتذكرهم أحد.
إن سالى السيد التى تم تحويلها للتحقيق لأنها كتبت قصيدة نقد حول النظام الحالى الذى ترى أنه لم يحقق أحلامها فى الحرية، هى تلميذة فى مدرسة السيدة زينب الثانوية، لكنها موهبة فى حاجة إلى أيادٍ ترعاها أما المدرس الذى عاقبها فقد نسينا اسمه، لأن الحرية ستنتصر رغما عن كل باغ