غضبة الصحفيين.. وصفعة على وجه المرأة المصرية
■ يبدو جلًيا لكل مراقب للمشهد المصرى الآن تصاعد غضبة غالبية الشعب المصرى ممن يهيمنون على مقاليد الأمور ويتولون السلطة وأضيف هذا الأسبوع غضبة عارمة من أصحاب الأقلام الحرة الذين يعملون فى بلاط صاحبة الجلالة، فلقد تم الاعتداء على الصحفيين
الذين كانوا فى منطقة المقطم لكى يغطوا الأحداث لصحفهم وقنواتهم التليفزيونية، فإذا بالأمور تتصاعد ويجد الصحفيون أنفسهم أمام اعتداءات عليهم بالشوم والعصا أثناء تأدية واجبهم، فُجرح من جرح، وأُصيب بالكسور من أصيب، ولم يكن قد مضى على انتخابات نقابة الصحفيين وتحرر النقابة واختيار نقيب ليبرالى ومعه 6 أعضاء من التيار الليبرالى أيضا 24 ساعة، ليجدوا أنفسهم أمام هجوم شرس على الصحافة وعنف موجه ضدهم من قبل حرس الإخوان، غير عابئين بمن يعملون من شباب الصحفيين وبمن يعبرون عن رأيهم فى سلمية تامة من الثوار الغاضبين الذين كانوا يرسمون الجرافيتى، لقد هبت تيارات الغضب ضد كل الفصيل السياسى الذى يتحكم فى البلاد وفى العباد، وأعتقد أن الصحفيين بعد التشكيل الجديد لمجلس النقابة لن يوقفهم أحد عن المطالبة بحرية التعبير وبحقوق المواطنين وبإدانة كل من يوجه إليهم إساءة أو انتهاك أو اعتداء على تلك الحرية أياً كان، بل علمت أن الصحفيين قد آلوا على أنفسهم الدفاع عن شرف المهنة وعن حرية المواطن والقصاص لحق كل من استشهد ( الحسينى أبو ضيف، وأحمد محمود) وكل من سيتم الاعتداء عليه، وذلك فى ظل نقابة تحررت قمتها وقررت جمعيتها العمومبة أن تكون للصحفيين ولمصلحة الصحافة المصرية الحرة، كما أن خطوة الشكوى لمنظمة الأمم المتحدة من خلال لجنة حقوق الإنسان بها لهى خطوة على الطريق الصحيح، أما الخطوة التى من الضرورى أن يضطلع بها المجلس الجديد فهى إعداد قائمة بالصحفيين الذين ينتمون لهذا الفصيل الواحد الذى يدمر الصحف القومية ويفرغها من كتابها ومن أبنائها الذين قامت على أكتافهم لعقود طويلة، وأن يكونوا فى مقدمة المدافعين عن قضايا الحرية.
■ صفعة على وجه المرأة....
إن الصفعة التى تلقتها الناشطة السياسية مرفت فهمى ليست صفعة على وجه مرفت فقط، لكنها صفعة على وجه المرأة المصرية، وللأسف حدث ذلك فى يوم المرأة المصرية، إن هذه الصفعة ستظل إدانة للإخوان المسلمين يتذكرها التاريخ لهم ومن مفارقات القدر أنها تأتى فى يوم نتذكر فيه شهيدات سقطن من أجل حرية الوطن فى 16 مارس 1919، إن هذا اليوم الذى شهد تظاهرات نسائية فى مطلع القرن الماضى مع ثورة 1919 للمطالبة بحرية الوطن، وجلاء المحتل الإنجليزى ورغم أنه أسفر عن سقوط 4 شهيدات برصاص الاحتلال الإنجليزى، إلا أن كل مصرية حرة تتذكر هذا اليوم كيوم فخر لنساء مصر اللاتى خضن مسيرة طويلة لتحرير الوطن وللحصول على حقوقهن كمواطنات، وإن هذا المشهد الدامغ لشاب إخوانى يصفع مرفت التى كانت ترسم على الأرض جرافيتى يعبر عن رأيها بشكل سلمى ومتحضر، فإذا بها تجد هجوماً مسلحاً من بعض عناصر من الإخوان يهجمون على الناشط السياسى أحمد دومة الذى كان يرسم معها، وإذا بها تتلقى صفعة عنيفة من يد الشاب أسقطتها على الأرض من شدة قوة الصفعة، إن هذه الصفعة قد آلمت كل إمرأة مصرية حرة وكل أم مصرية وكل شابة لديها أحلام بحرية وطنها، ولكن من ناحية أخرى فإن هذه الصفعة ستكون وقوداً يغذى غضب نساء مصر وشاباتها من صور العنف والهجوم الشرس عليهن بالقول والفعل، وأقول لمرفت لا تحزنى، فإن هذه الصفعة التى شاهدها العالم كله ستؤجج ثورة نساء مصر وانتفاضتهن من أجل كرامة كل مصرية