خطاب مفتوح إلى رؤساء وقادة الكنائس المصرية «1-6»
الأحباء الأفاضل رؤساء وقادة مختلف الكنائس المصرية.. تحية طيبة وبعد.. يسرنى أن أكتب إلى حضراتكم جميعًا هذا الخطاب المفتوح، لاسيما بعد أن عاد مشروع قانون الأحوال الشخصية إلى الكنائس، لتصوغ منه صيغة توافقية يتفق عليها كل الطوائف المسيحية، وهذا الخطاب يتضمن رأيى الشخصى ولا يعبر عن رأى غالبية الإنجيليين فى بلادنا، واسمحوا لى أن أضع خطابى هذا فى عدد من النقاط المحددة والمختصرة:
أولًا: فى البداية أعلن بوضوح أننى مع استمرارية الزواج وأننى ضد الطلاق على الإطلاق، فالطلاق ليس حلًا حتى ولو حدث الزنى، فوفقًا لمبادئ المسيح السامية الداعية للتسامح والغفران يكون الطلاق مأذونًا به ولكنه ليس إجباريًا، فمتى اعترف المذنب بذنبه وأعلن توبته، وجب أن يغفر الآخر لشريكه، وفقًا للقيم المسيحية الراسخة.
ثانيًا: لا يختلف اثنان على أن هناك عددًا كبيرًا من المشكلات داخل عدد غير قليل من الأسر المسيحية، قادت كثيرين لتغيير ديانتهم من أجل التمكن من فض الرابطة الزوجية، والزواج ثانية، وأيضًا هناك عدد من الأزواج أو الزوجات قاموا بقتل شركاء حياتهم هروبًا من جحيم الحياة الزوجية، وإنكار وجود مثل هذه المشكلات المتفاقمة يكون بمثابة من يضع رأسه فى الرمال كالنعام.
ثالثًا: تعرفون حضراتكم أن المفسرين اختلفوا فى تفسير النصوص المتعلقة بالطلاق فى الكتاب المقدس، فمنهم من اعتبر أنه لا يوجد طلاق فى المسيحية على الإطلاق وفقاً لمرقس 10 :11-12، فَقَالَ لَهُمْ المسيح : «مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِى عَلَيْهَا. وَإِنْ طَلَّقَتِ امْرَأَةٌ زَوْجَهَا وَتَزَوَّجَتْ بِآخَرَ تَزْنِى»، ولوقا 16: 18، «كُلُّ مَنْ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ وَيَتَزَوَّجُ بِأُخْرَى يَزْنِي، وَكُلُّ مَنْ يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ مِنْ رَجُل يَزْنِي» وكورنثوس الأولى 7 : 10 – 11«وأما المتزوجون فأوصيهم لا أنا بل الرب أن لا تفارق المرأة رجلها، وإن فارقته فلتلبث غير متزوجة، أو لتصالح رجلها، ولا يترك الرجل امرأته»، ووفقاً لهذه الآيات قالوا إن هناك نصين وردا فى الإنجيل وتحدثا عن إجازة الطلاق بسبب الزنى، وهذان النصان يجب أن نعود لأصلهما اليونانى لنفهمهما جيدًا فى ضوء النصوص التى لا تُجيز الطلاق على الإطلاق، النصان هما: الأول فى متى 5: 31-32 «وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ». وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي، وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِى» والثانى فى متى 19 :8-9 قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلَكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هَكَذَا. وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَبِ الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي، وَالَّذِى يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِى». هنا لابد من العودة إلى اللغة الأصلية التى كتب بها العهد الجديد أى اليونانية وكذلك لابد من فهم قرينة النص.. وللحديث بقية.