البتر التناسلى للإناث .. جزارة لا طهارة «1-2»
طالب د. أحمد الطحاوى- نائب البرلمان المحترم والأستاذ فى كلية الطب وعضو لجنة الصحة والمرشح على قائمة حب مصر- طالب سيادته لا فُض فوه بختان البنات، وقال إن ترك البنات بلا ختان أمر لا يصح لأن عدم الختان يسبب تلوثاً وإثارة جنسية للبنت غير مرغوب فيها!! قائلاً بمنتهى الفصاحة والوضوح: «إحنا ناخد رأى الشرع فى مسألة ختان الإناث وليس رأى وزير الصحة ولا غيره، ويا ريت ماناخدش قضية ختان الإناث إنها مُسلّم بها من الغرب!!
ومنذ عدة أسابيع طالعتنا وسائل الإعلام بخبر صادم عن وفاة الطفلة ميار محمد موسى نتيجة إجراء عملية ختان لها ولأختها التوأم على يد طبيبة بمحافظة السويس، ومنذ عدة سنوات طالعتنا وسائل الإعلام المصرية بخبر وفاة فتاة المنيا أثناء إجراء عملية ختان لها عام 2007، والختان عملية همجية تحدث باسم الدين، والدين منها براء، إنها عملية بربرية استحقت أن تحمل اسم «البتر التناسلى للإناث» وهو الاسم العلمى الجديد كما تسميها بعض الموسوعات، وهى عملية جزارة تنتمى لعقلية القرون الوسطى ولسلوك الهمج.
وقد تبنت منظمة اليونيسيف وهى منظمة عالمية تسهم فى بناء عالم ينال فيه الأطفال سائر حقوقهم، وهى بمثابة حلقة وصل بين المنظمات العالمية التى تدعم حقوق الإنسان والسلطة العليا فى الدول، تبنت عام 2005 قضية ختان الإناث واعتبرت يوم 6 فبراير من كل عام يوماً عالمياً لرفض تشويه الأعضاء التناسلية للإناث والسعى للقضاء على ممارسة هذه العادة الضارة والخطيرة التى تتعرض لها فتاة كل 15 ثانية فى مناطق مختلفة من العالم، وأكد أحدث تقرير صادر عن منظمة اليونيسيف أن أكثر من 200 مليون امرأة وفتاة خضعن لعملية الختان والذى اعتبرته المنظمة انتهاكاً واضحاً لحقوق الإنسان، وأشار التقرير إلى أن هناك 30 دولة حول العالم مازالت تمارس هذه العادة إلا أن نصف الحالات يتركز فى مصر وإثيوبيا وإندونيسيا.
وتعد عملية البتر التناسلى للإناث من أعمال العنف ضد المرأة، الذى يعد ظاهرة مزمنة، وهو من أكثر أحد انتهاكات حقوق الإنسان شيوعاً وانتشاراً، وتعتبر ظاهرة ممارسة العنف ضد المرأة هى أقبح عار يجلل الإنسانية، فهذا العنف الذى تتجرعه المرأة هو سبة شنعاء فى جبين الإنسانية وأقبح بلاء منيت به حقوق الإنسان فى عصرنا الحالى.
والمدهش أن عملية البتر التناسلى للأنثى أصبحت بالنسبة لبعض الأصوليين فى مصر قضية دونها الموت، يرفعها ويقاتل فى سبيلها متطرفون يعتقدون أنهم قد حلوا كل القضايا المصيرية، ولم يعد أمامهم إلا متعة الأنثى يحاولون وأدها، ومن المؤسف أن يصرح نائب برلمانى بمثل هذا التصريح الذى يؤكد أن صاحبه يفكر بذهنية أبعد ما تكون عن العلم والمنهج العلمى. وللحديث بقية.